أسباب غيبوبة السكر و طرق الوقاية منها

غيبوبة السكر لا تحدث فقط نتيجة انخفاض مستوى السكر في الدم، و لكن أيضا تحدث نتيجة ارتفاع مستواه في الدم.

غيبوبة السكر المنخفض و غيبوبة ارتفاع السكر هي حالات تحدث لمرضى السكر بشكل متكرر خاصة غير المواظبين على العلاج. فإذا كنت مريض سكر، فيجب عليك أن تعي تمام خطورة هذه الغيبوبة و كيفية الوقاية منها، و بكن أولا دعنا نعرف ما هي غيبوبة السكر و ما الأسباب التي تؤدي إليها.

ما هي غيبوبة السكر؟

غيبوبة السكر هي أحد مضاعفات مرض السكر المهددة للحياة، و يحدث فقدان الوعي أو الإغماء عند الوصول إلى مستويات عالية جدا أو منخفضة جدا من السكر في الدم.

خلال الغيبوبة لا يستطيع المريض التجاوب مع الأصوات أو الأحداث بجانبه، و في حالة عدم معالجة الغيبوبة و عدم إفاقة المريض، قد تسبب في النهاية إلى الوفاة.

الأخطر في غيبوبة السكر هو الوقت، لأن التأخر في إفاقة المريض و ضبط مستويات السكر قد يؤدي إلى عواقب وخيمة و مشاكل دائمة و التي قد تؤول إلى الوفاة.

تصرف المحيطين بك أيضا و معرفتهم بحالتك الصحية له دور هام في سرعة إفاقتك، فتأكد من وجود بطاقة معك أو إسورة توضح إصابتك بمرض السكر، لكي يعرف المحيطين بك سبب هذا الإغماء و يشرعون في طلب المساعدة بسرعة.

أنواع غيبوبة السكر:

• غيبوبة ارتفاع السكر.
• غيبوبة انخفاض السكر.

أعراض غيبوبة السكر:

قبل الدخول في غيبوبة السكر أو الإغماء قد تظهر عليك بعض أعراض ارتفاع السكر في الدم أو أعراض انخفاضه:

أعراض غيبوبة ارتفاع السكر:

• التعب و الإرهاق.
• جوع شديد.
• عطش شديد.
• الحاجة المتكررة للتبول.
• آلام في المعدة.
• الشعور بالغثيان ( الرغبة في القيء) و القيء.
• رائحة فم تشبه الفاكهة.
• جفاف فم شديد.
• تسارع نبضات القلب.
• ضيق التنفس.
• دوار (دوخة).

أعراض غيبوبة انخفاض السكر:

• تعب و إرهاق.
• ضعف عام.
• الارتجاف (رعشة).
• قلق و اضطراب.
• تعرق شديد.
• جوع مفاجئ و شديد.
• الشعور بالغثيان (الرغبة في القيء).
• دوار (دوخة).
• صعوبة الكلام.
• ارتباك.

إذا شعرت بأي من هذه الأعراض قم بقياس مستوى السكر في دمك و حاول ضبطه إلى المستوى المناسب، إذا لم تشعر بتحسن وشعرت أنك على وشك الإصابة بالإغماء إذهب للطبيب فورا.

المرضى المصابين بعدم الوعي لنقص السكر في الدم لا يشعرون بأية أعراض لهبوط السكر وإنما يدخلون في الغيبوبة فجأة.

أسباب غيبوبة السكر:

يؤدي ارتفاع السكر في الدم أو انخفاضه لفترة طويلة إلى بعض المضاعفات التي تؤدي بدورها إلى حدوث الغيبوبة، و هذه المضاعفات هي:

• الحماض الكيتوني السكري:
  عندما يقل السكر بشكل كبير (أقل من 250 ميليجرام/ديسيليتر) و يقل مستوى الجلوكوز (المصدر الأساسي للطاقة)، يقوم الجسم بتكسير الدهون للحصول على الطاقة، وهذه العملية تنتج الأجسام الكيتونية الحامضية.
  هذه الأجسام عندما تتواجد في الجسم بكمية كبيرة تسبب الكثير من المضاعفات عند عدم علاجها أو السيطرة عليها، وعند مريض السكري تسبب غيبوبة السكر.
  غالبا ما يصيب الحماض الكيتوني السكري مريضي السكر من النوع الأول و لكن يمكن أن يصيب مرضى السكري من النوع التاني أو سكر الحمل.
• متلازمة فرط الأسمولية السكري:
  عندما يرتفع السكر في الدم بشكل كبير (أعلى من 600 ميليجرام/ديسيليتر) ينتقل السكر الزائد في الدم إلى البول، فتقوم جزيئات السكر بسحب السوائل من الجسم لتخرج في البول، واذا لم تعالج هذه الحالة ستؤدي إلى جفاف شديد ثم غيبوبة سكر.
  تحدث متلازمة فرط الأسمولية السكري في مريضي السكر من النوع الثاني.
• انخفاض السكر في الدم:
  عند انخفاض السكر في الدم بشكل كبير ( أقل من 70 ميليجرام / ديسيليتر )، و حيث أن المخ يتغذى على الجلوكوز، فإنه عند انخفاض مستوى الجلوكوز ستصاب بالإغماء لعدم وصول الغذاء للمخ، يحدث هذا عند الإفراط في أخذ الإنسولين أو عدم تناول كمية طعام كافية أو ممارسة الرياضة أكثر من المعتاد أو عند شرب الكحوليات.

هناك عوامل أخرى تزيد احتمالية الإصابة بغيبوبة السكر و هي:

• عدم مراعاة ضبط السكر بشكل مستمر و عدم اتباع تعليمات طبيبك لجعله في المستوى المناسب ( كإهمال تناول الدواء، أو الإفراط في الأطعمة السكرية ).
• تخطي بعض الوجبات أو عدم تناول الطعام عمدا أو عدم أخذ علاج السكري.
• مشاكل في توصيل الإنسولين إذا كنت تستخدم مضخات الإنسولين يمكن أن تتوقف لأي سبب، فتأكد من قياس مستوى السكر في دمك عدة مرات. قلة الإنسولين تؤدي إلى الحماض الكيتوني السكري.
• التعرض لإصابة ما أو إجراء عملية جراحية، قد يرتفع مستوى السكر في دمك كثيرا، مما يؤدي إلى الحماض الكيتوني السكري.
• بعض الحالات المرضية كأمراض الكلى أو فشل القلب الإحتقاني تؤدي إلى متلازمة فرط الأسمولية السكري.
• شرب الكحوليات أو تناول الأدوية و العقاقير الغير قانونية كالمخدرات.

ما هي الإسعافات الأولية لغيبوبة السكر؟

• اتصل بالإسعاف فورا و أعلمهم أن مريض الغيبوبة مريض سكر.
• اقلب المريض لينام على أحد جانبيه لتجنب انسداد مجرى تنفسه.
• ارفع ذقنه إلى الأعلى لكي لا يبتلع لسانه و يختنق.
• لا تقم بإعطاء المريض الفاقد الوعي شيئا ليأكله أو يشربه، لأنه في الغالب سيسلك الطعام و الشراب مجرى التنفس و يسده.
• قم يتنفيذ التعليمات التي سيخبرك بها المسعف حتى تصل الإسعاف.
• قم بقياس مستوى السكر للمريض إذا توفر ذلك لتحديد ما إذا كان ارتفاعا أم انخفاضا في مستوى السكر في الدم.
• إذا كانت الغيبوبة بسبب انخفاض السكر قم بحقن الجلوكاجون إذا كنت تعلم كيفية فعل ذلك، أو يمكنك وضع شراب مركز كالعسل أو جل الجلوكوز داخل فم المريض تحت اللسان أو بين الخد و الأسنان، ولكن احذر إعطاء المريض أي نوع من أنواع السوائل أو الطعام الأخرى.
• إذا كانت الغيبوبة بسبب ارتفاع السكر لا تقم بحقن الإنسولين بنفسك، و لا تقم بإعطائه جل جلوكوز أو عسل.
• إذا لم تتوافر إمكانية قياس مستوى السكر لمعرفة نوع الغيبوبة يتم اعتبار الغيبوبة غيبوبة سكر منخفض لأنها أخطر و يجب معالجتها فورا ( إذا تؤدي إلى تأثر أجزاء في المخ بشكل دائم، و تصل إلى حد الوفاة )، أما غيبوبة ارتفاع السكر نادرا ما تسبب مضاعفات إلا عند استمرارها طويلا.

كم تستمر غيبوبة السكر؟

تستمر غيبوبة السكر حتى يعود مستوى الجلوكوز في الدم إلى مستواه الطبيعي.
عندما يعود مستوى السكر إلى المستوى الطبيعي ستشعر بالتحسن فورا و تبدأ في الإفاقة غيبوبتك.

إذا كانت غيبوبتك فترة قصيرة، ستختفي الأعراض عند إفاقتك، أما إذا كانت قد استمرت طويلا فقد تتلف بعض أجزاء المخ إلى الأبد، وإذا لم تتم إفاقة المريض تماما ستؤدي الغيبوبة في الأغلب إلى الوفاة.

علاج غيبوبة السكر:

عند الفحص، يقوم الطبيب بقياس مستوى السكربالإضافة إلى بعض التحاليل الأخرى كمستوى الكيتونات و مستوى البوتاسيوم و الصوديوم و الفوسفات في الدم، وذلك لتحديد العلاج المناسب على النحو التالي:

علاج غيبوبة السكر المرتفع:

في حالات غيبوبة السكر الناتجة من الارتفاع الشديد في مستوى السكر، يحتاج المريض الإجراءات التالية:

• الحقن الوريدي لبعض السوائل لتعويض السوائل في أنسجة جسمك، حيث أن السكر يعمل على سحب السوائل من الأنسجة إلى الدم ثم يتخلص منها عن طريق التبول.
• أخذ بعض المكملات كالبوتاسيوم و الصوديوم و الفوسفات لمساعدة خلاياك بالقيام بوظيفتها بشكل سليم.
• أخذ إنسولين لجعل الأنسجة تمتص السكر من الدم.
• معالجة أي عدوى أو إصابة إن وجدت.

علاج غيبوبة السكر المنخفض:

أما في حالات غيبوبة السكر الناتجة عن الانخفاض الشديد في مستوى السكر، سيحتاج المريض التالي:

• حقن الجلوكاجون (معاكس للإنسولين) يقوم برفع مستوى السكر في الدم.
• الحقن الوريدي للجلوكوز لرفع مستواه في الدم.

مضاعفات غيبوبة السكر:

هل غيبوبة السكر تؤدي إلى الوفاة؟

تؤدي غيبوبة السكر إلى الوفاة إذا لم تعالج و ترك المريض في الغيبوبة لفترة طويلة دون إفاقته.

الوقاية من غيبوبة السكر:

الإهتمام بضبط مستوى السكر في دمك وجعله في المستوى الذي حدده طبيبك لك هو الخطوة الأولى للوقاية من الغيبوبة، إلى جانب اتباع التعليمات التالية:

• اهتم بتناول وجباتك في مواعيدها المحددة بحيث لا تزيد الفترة بين كل وجبة و الأخرى عن 5 ساعات، و قم بتناول وجبات خفيفة عند الحاجة.
• اهتم بشرب الماء و السوائل على مدار يومك.
• قم بقياس مستوى السكر في دمك على مدار اليوم و خاصة قبل و بعد الوجبات و عند ممارسة الرياضة و قبل النوم.
  كلما زادت مرات قياسك لمستوى السكر في دمك كلما اكتشفت انخفاضه أو ارتفاعه مبكرا فتقوم بالإجراءات المناسبة لتجنب الإصابة بغيبوبة السكر.
• إذا كنت تعاني من ارتفاع أو انخفاض السكر في دمك مرات متكررة، أخبر طبيبك بذلك ليقوم بضبط جرعات الدواء و إخبارك ببعض الإجراءات و التعليمات اللازمة.
• اسأل طبيبك عن الإجراءات الطبية الذي يجب أن تفعلها عندما تنسى أن تأخذ جرعة الإنسولين الخاصة بك، أو عند الشعور بأعراض انخفاض أو ارتفاع السكر فالدم.
• إذا كنت عانيت من مرض ما و أصبحت غير قادرا على تناول الطعام، اسأل طبيبك عن كيفية التعامل في هذه الحالات مسبقا و قم بأخذ جميع إحتياطاتك كإعداد مخزون من أدوية السكر خاصتك و تجهيز حقيبة انقاذ الجلوكاجون.
• عند ارتفاع مستوى السكر في دمك ( لأكثرمن 250 ميليجرام / ديسيليتر ) قم بقياس الكيتونات عن طريق البول (باستخدام شرائط قياس الكيتونات في البول أو أي طريقة اخرى)، إذا وجدت كميات كبيرة من الكيتونات في بولك قم بالاتصال بطبيبك فورا.
  المستويات المرتفعة من الكيتونات تؤدي إلى الحماض الكيتوني السكري الذي يؤدي إلى الإصابة بالغيبوبة.
• تأكد من وجود مصدر سريع للكربوهيدرات معك دائما (كأقراص الجلوكوز أو بعض الحلوى أو العصائر).
• تأكد من وجود حقيبة انقاذ الجلوكاجون معك دائما.
• قم باستخدام جهاز قياس السكر المستمر (CGM) وخاصة إذا كنت تعاني من عدم الوعي بنقص السكر في دمك ولا تشعر بأعراض انخفاض السكر، ليقوم بتنبيهك في حالات الخطر.
• عليك أن تعرف الأعراض السابقة للدخول في غيبوبة السكر ، وإخبار المقربين لك و تعليمهم ما يجب أن يفعلوه لتجنب تطور حالتك.
• قم بارتداء بطاقة تعريفية ( والذي تكون على هيئة أساور أو سلاسل ) لتعطى معلومات كافية للمسعف عن حالتك في حالة تعرضك للإغماء.

على كل مريض سكر الاهتمام و الحرص على عدم تعرضه إلى الغيبوبة، لأنها قد تودي بحياته. الأمر الأصعب في ذلك أن حياتك متوقفة على ثقافة المحيطين بك و مدى حسن تصرفهم.

لذلك احرص على قياس مستوى السكر في دمك يوميا، و كذلك حافظ على وجباتك و أدويتك في مواعيدها.

” هذا المقال يتبع الإرشادات العامة لجمعية و مجتمع مرضى السكر العالمي في المملكة المتحدة www.diabetes.co.uk ”

د. عبد الله جلال