التهابات المهبل | الطريقة الفعالة للتخلص من الألم

التهابات المهبل | الطريقة الفعالة للتخلص من الألم

التهابات المهبل هي واحدة من أكثر الأمراض شيوعاً بين النساء، والتي يصاحبها إفرازات مهبلية غير طبيعية، هذا إضافة إلى الإحساس بحكة والشعور بالألم وغير ذلك؛ الأمر الذي يشكل إزعاجاً للمرضى ويصيبهم بالضجر، فما هي طبيعة هذه الالتهابات؟ وهل من سبيل للتخفيف من هذه الآلام والوقاية منها؟

 

التهابات المهبل

واحدة من أوسع الأمراض انتشاراً بين النساء، ولا يخفى على النساء صورتها وطبيعة الإحساس بها، حيث تأتي على هيئة إفرازات غير طبيعية يفرزها المهبل، وتختلف تلك الإفرازات عن الإفرازات المهبلية الطبيعية في لونها ورائحتها.

وتتميز الإفرازات الطبيعية بأنها تكون شفافة أو بها بعض العكارة، وانعدام الرائحة.

بالإضافة إلى كونها لا تسبب ألماً أو حكة وغير ذلك، كما أن كمية الإفرازات تزيد في ظل وجود الالتهابات.

 

أنواع الالتهابات النسائية المهبلية

التهابات المهبل تنشأ نتيجة خلل في التوازن بين أنواع الميكروبات المختلفة التي تعيش في مهبل المرأة. ينتج عن هذا الخلل ظهور تأثير مرضي لهذه الميكروبات يتمثل في ظهور الالتهابات والإفرازات المهبلية مصحوبةً بالعديد من الأعراض الأخرى.

وتنقسم الالتهابات المهبلية إلى ثلاثة أنواع رئيسية تبعاً لسبب العدوى، وهي: التهاب المهبل البكتيري، والتهابات المهبل الفطرية والطفيلية.

 

التهاب المهبل البكتيري

التهاب المهبل البكتيري ينتج عن نمو مفرط للبكتيريا القاطنة داخل المهبل، أو نتيجة اضطراب التوازن بين أنواع البكتيريا المختلفة ينتج عنه انتشار البكتيريا الضارة بمعدل أزيد. وتتميز أعراض التهاب المهبل البكتيري بالآتي:

  • إفرازات مهبلية رقيقة، ومتسمة باللون الرمادي أو الأبيض، وفي بعض الأحيان باللون الأخضر.
  • إفرازات كريهة الرائحة، تشبه في رائحتها رائحة السمك.
  • الشعور بحكة في المهبل.
  • شعور بالحرقان في أثناء التبول.

وليس شرطاً ظهور هذه الأعراض، فكثير من التهابات المهبل البكتيرية لا تصاحبها أعراض.

 

التهاب المهبل الفطري

من الممكن كذلك أن تنشأ الالتهابات المهبلية نتيجة عدوى فطرية نتيجة خلل في التوازن بين الفطريات القاطنة بالمهبل، متسببة في أعراض متفاوتة الشدة، وتشمل:

  • إفرازات مهبلية مائية، بيضاء اللون، وسميكة، ولكنها تختلف عن سابقتها الناتجة عن العدوى البكتيرية بخلوها من الروائح الكريهة.
  • الشعور بالحكة في المهبل، وأيضاً التهاب شفرتي المهبل.
  • الشعور بالألم والحرقان في أثناء التبول، وكذلك في أثناء الجماع.
  • احمرار وتورم في الأعضاء التناسلية الخارجية.
  • ظهور طفح جلدي بالمهبل.

أشهر الإصابات بالتهاب المهبل الفطري تنتج عن فطر الكانديدا (الذي يتواجد بصورة طبيعية في المهبل بالإضافة إلى أجزاء أخرى من الجسم كالفم والجهاز الهضمي)، إلا أن بعض حالات التهاب المهبل الفطري قد تكون معقدة، وذلك في حالة:

  • ظهور الأعراض بصورة شديدة وعنيفة
  • الإصابة المتكررة (الإصابة بما يزيد عن أربع مرات سنوياً)
  • العدوى خلال فترة الحمل.
  • مرض السكري الغير منضبط.
  • ضعف الجهاز المناعي، نتيجة الأسباب المختلفة كالإيدز أو غير ذلك.
  • أن تنشأ العدوى نتيجة الإصابة بأنواع شديدة من الفطريات.

 

التهاب المهبل الطفيلي

على عكس التهابات المهبل السابقة، فإن هذه العدوى هي من الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. وأشهر هذه الطفيليات هو طفيل المشعرات المهبلية ((Trichomonas vaginalis، وتتسبب في ظهور:

  • إفرازات مهبلية كريهة الرائحة، يتفاوت لونها بين الأبيض أو الرمادي أو الأصفر أو الأخضر
  • احمرار وحكة في الأعضاء التناسلية، مصحوباً بشعور الحرقان
  • الشعور بالألم مع التبول أو في أثناء الاتصال الجنسي

من الوارد أن تنشأ التهابات المهبل أيضاً نتيجة أنواع أخرى من العدوى والفيروسات، كما أنها قد تنتج عن أسباب أخرى بعيدة عن الميكروبات وذلك في بعض حالات الحساسية نتيجة استعمال مؤثرات خارجية كالصابون المعطر، أو دخول جسم غريب في المهبل ونحو ذلك.

كذلك قد تصاحب الاضطرابات فترة توقف الطمث، نتيجة ً للاضطراب الهرموني في سن اليأس.

التهابات المهبل
التهاب المهبل الطفيلي

 

الفرق بين التهاب المهبل البكتيري والفطري

تختلف العدوى البكتيرية عن الفطرية بداية في نوع الجرثومة المسببة للمرض، فهي إما عدوى بكتيرية أو فطرية.

كما أنهما تتمايزان عن بعضهما البعض في العديد من الأعراض، فعلى سبيل المثال فإن الإفرازات الناتجة عن العدوى البكتيرية تكون رقيقة وكريهة الرائحة، بينما إفرازات العدوى الفطرية تكون سميكة وعديمة الرائحة.

 

أسباب الإصابة بالالتهابات المهبلية وسبل الوقاية منها

يحتوي المهبل (كغيره من أجزاء الجسم كالجهاز الهضمي مثلا)ً في الحالة الطبيعية على العديد من الميكروبات من فطريات وبكتيريا ونحو ذلك، وهي تعيش بصورة طبيعية في توازن مع الجسم ويستفيد الجسم من وجودها.

في بعض الأوقات قد يطول هذا التوازن خللاً يتسبب في تكاثر مفرط لهذه الميكروبات، أو زيادة معدل نمو نوع ضار على حساب العديد من الأنواع الأخرى ونحو ذلك، ما ينتج عنه هذه الالتهابات.

بعض العوامل الأخرى قد تتسبب في ظهور الالتهابات المهبلية، وتشمل:

  • عدم وجود نسبة مناسبة من البكتيريا المفيدة للجسم في المهبل لتقوم بموازنة تأثير البكتيريا الضارة.
  • الغسيل المفرط للمهبل باستخدام الماء أو الغسول أو الصابون المعطر (جدير بالذكر أن المهبل يقوم بالتنظيف التلقائي لذاته).
  • مرض السكر الغير منضبط.
  • الحمل.
  • ضعف مناعة الجسم.
  • استخدام المضادات الحيوية قد يتسبب أيضاً في إحداث خلل في هذا التوازن.
  • إصابة المريض سابقاً بالأمراض المنقولة جنسياً.
  • الاتصال الجنسي بشخص مصاب بالطفيليات المسببة لالتهابات المهبل.
  • الاضطرابات الهرمونية المصاحبة لتوقف الطمث.
  • يمكن أن تنشأ كذلك نتيجة وجود جسم غريب عالق بالمهبل.
  • ارتفاع نسبة هرمون الأستروجين، سواء كان الارتفاع ناتجاً عن استعمال حبوب منع الحمل أو غير ذلك.

بعض النصائح التالية قد تساعدكِ في هذه المشكلة، مثل:

  • ارتداء ملابس قطنية
  • تجنب استعمال المواد التي قد تتسبب في ردة فعل حساسية، كالصابون المعطر.
  • الابتعاد عن تنظيف المهبل بالماء.
  • الحرص على النظافة الشخصية.
  • الحرص على جفاف المهبل، خاصة بعد ممارسة الرياضة أو النزول إلى حمامات السباحة.

 

 كيف أتأكد من إصابتي بالتهابات المهبل؟

حتى تتأكد إصابتك ب الالتهابات النسائية المهبلية، يجري الطبيب العديد من الفحوصات، وتشمل:

التاريخ المرضي: حيث يتعرف من خلاله الطبيب على طبيعة المرض والأعراض المصاحبة له، وأيضاً هل تكررت الإصابة به أم لا، وهل أصبت بمرض جنسي من قبل أم لا، كل تلك الأسئلة تساعد الطبيب على الوصول للتشخيص الصحيح للمرض، الأمر الذي يستدعي منك وصف كل ما تشعرين به للطبيب وعدم إخفاء أو كتم أية معلومة عنه.

ولا تتوقف أهمية التاريخ المرضى إلى هذا الحد، بل يعد هو المفتاح لتشخيص الكثير من الأمراض، بل وهو الخطوة الأولى والأساسية في أي تشخيص وهو أول ما يسأله الطبيب للمريض.

وإدراكاً منا لأهمية التاريخ المرضي فقد حرصنا على جمع كافة المعلومات الطبية الخاصة بكل مريض في ملف واحد تسهيلاً على الطبيب الوصول إلى التشخيص الصحيح، وتفادياً لنسيان المريض لأي دواء يتناوله أو مرض سابق ونحو ذلك، بادر الآن ب التسجيل في منصة عيادة للمرضى حتى تحصل على جميع المميزات، كما أن التسجيل مجاني وبدون أية رسوم.

الفحص المهبلي: وفيه يلقي الطبيب أو الطبيبة نظرة على المهبل لفحصه وملاحظة أي التهابات أو تغيرات داخلية.

الفحص المعملي: قد يطلب الطبيب أخذ عينة من الإفرازات المهبلية حتى يتسنى له فحصها تحت الميكروسكوب وتقييم أي تغيرات غير طبيعية بها.

قياس درجة الحموضة: وفيه يقيس الطبيب درجة حموضة المهبل، حيث أن الزيادة فيها تمثل بيئة مناسبة لنمو الميكروبات وبالتالي حدوث العدوى، ويعد هذا اختبار تكميلي للاختبارات السابقة.

اقرأ أيضاً: حموضة المعدة | أهم العلاجات المنزلية الفعالة للتغلب هلى حموضة المعدة

ليس شرطا أن يجري الطبيب كل هذه الاختبارات أو أن يقتصر عليها فقط، فمرَدُّ الأمر إليه فيما يرى حاجته له.

 

علاج التهابات المهبل

تختلف الأدوية المستخدمة في علاج الالتهابات النسائية تبعاً للجرثومة المسببة للعدوى، إذ أن ما يصلح للالتهاب البكتيري لا يتناسب مع الالتهاب الفطري، ولا يتماشى كذلك مع الالتهاب الطفيلي وغيرها من المسببات.

حتى تحصل على الجرعة المناسبة للدواء تنبغي مراجعة الطبيب حتى يصف لك الجرعة المتوافقة مع وزنك وحالتك الصحية، ويمنع أخذ الدواء دون وصفة طبية.

بجانب استعمال الأدوية التي تعمل على التخلص من سبب العدوى، يمكن أيضاً استعمال الكريمات والأدوية الموضعية للتخفيف من الشعور بالحكة.

 

علاج التهاب المهبل البكتيري

تشمل الأدوية المستعملة في علاج التهاب المهبل البكتيري الآتي:

  • ميترونيدازول Metronidazole (مثال الاسم التجاري: أمريزول Amrizole)

ويستعمل بصورتيه: حبوب ودهان موضعي. ويعد هذا الدواء من أفضل حبوب لعلاج التهاب المهبل.

  • كلينداميسين Clindamycin، ويستعمل كذلك في صورة حبوب فموية أو دهان موضعي.

وتعد هذه هي المواد الفعالة للأدوية المستخدمة في علاج الالتهاب البكتيري، ويُرجَع إلى الطبيب لتحديد الأدوية المناسبة منها وصيغها الدوائية والجرعات الملائمة للمريض، وتبلغ مدة فترة العلاج قرابة 7 أيام.

منصة عيادة توفر لك فرصة للتواصل مع طبيبك المعالج واستشارته فيما استشكل عليك من أمور، تسهيلاً عليك وتوفيراً لعناء الطريق وتجنباً لمضيعة الوقت، يمكنك الآن التسجيل في منصة عيادة للمرضى مجاناً والحصول على جميع المميزات.

 

علاج التهاب المهبل الفطري

تستعمل الأدوية التالية في علاج التهاب المهبل الفطري:

  • بيوتوكونازول Butoconazole، ويستعمل كدهان موضعي.
  • كلوتريمازول Clotrimazole، ويستعمل إما في صورة دهان موضعي، أو أقراص مهبلية، وبما أن العدوى الفطرية قد تتسبب في التهاب الأعضاء التناسلية الخارجية والشفرات؛ يمكننا أن نعتبر Clotrimazole أفضل كريم لالتهاب المهبل الخارجي، كما يمكن استعماله في علاج التهاب الشفرات الخارجية.
  • ميوكونازول Miconazole، ويستعمل في الصورتين: دهان موضعي أو لبوس مهبلي.
  • نيستاتين Nystatin، ويستعمل في صورة واحدة وهي أقراص مهبلية.
  • تيركونازول Terconazole، لبوس مهبلي.

من الضروري استشارة الطبيب لتحديد نوع المادة الفعالة والتركيبة المناسبة، إضافة للجرعة الملائمة للمريض، وتختلف مدة العلاج تبعاً المادة الفعالة المستخدمة، وتتراوح ما بين 3:14 يوم.

في حالة تكرار العدوى أو في الحالات الشديدة أو المعقدة من العدوى الفطرية تستدعي العلاج بجرعات مختلفة عن الجرعات السابقة تحدد وفق تعليمات الطبيب.

 

علاج التهابات المهبل الطفيلية

يستخدم كل من الدواءين التاليين في العلاج، وهما: ميترونيدازول Metronidazole، والذي قد يؤخذ على جرعة واحدة، أو يقسم على مدار أسبوع، وتينيدازول Tinidazole ويؤخذ على جرعة واحدة.

في علاج التهابات المهبل للمتزوجات نلفت النظر إلى أن هذه العدوى منقولة جنسياً؛ ولذا فإن العلاج يشمل كل من الزوجين معاً، ولا يقتصر على الشخص المصاب فقط. وينبغي تجنب أي اتصال جنسي حتى انتهاء العلاج واختفاء أعراض المرض.

عادة ما يستعمل في العلاج الكريمات المهبلية واللبوس المهبلي فقط حيث يعد ذلك كافياً لعلاج المشكلة.

 

الالتهابات المهبلية والجماع

الألم في أثناء الجماع أمر وارد الحدوث في ظل الإصابة بالالتهابات المهبلية، ولكن نسلط الضوء على الالتهاب الناتج عن طفيل Trichomonas حيث ينبغي خلاله تجنب الاتصال الجنسي حتى انتهاء المدة العلاجية واختفاء أعراض المرض.

 

التهاب عنق الرحم

عنق الرحم هو حلقة الوصل ما بين كل من المهبل والرحم، وقد تطوله العدوى أيضاً والتي عادة ما تنتج عن عدوى من الاتصال الجنسي.

ومن الممكن أن تنتج عن أسباب غير العدوى أيضاً كما هو الحال مع التهابات المهبل.

التهاب عنق الرحم يصاحبه ألم في أثناء الاتصال الجنسي، وكذلك في أثناء التبول، كما أنه ينتج عنه إفرزات مهبلية غير طبيعية، بالإضافة إلى احتمالية النزيف. ولكنه ليس شرطاً أن يكون مصحوباً بأعراض؛ بل في كثير من الأحيان لا تظهر معه أعراض.

 

هل الالتهابات تمنع الحمل؟

لا يوجد ترابط بين التهابات المهبل والحمل، إلا أن عدوى Trichomonas قد تؤثر على صحة الجنين، وحسب الدراسات البحثية فإن الالتهابات المهبلية قد تكون سبباً في الولادة المبكرة.

في حالة الإصابة بالعدوى خلال الحمل تنبغي مراجعة الطبيب لوصف الدواء المناسب دون إحداث أي ضرر على الجنين، وتتم المتابعة بعد قرابة شهر مع الطبيب لتجنب تكرار العدوى.

عادة ما يستعمل كل من دواء ميترونيدازول وكلينداميسين، ويستمر العلاج قرابة 7 أيام أو وفق ما يحدده الطبيب

اقرأ أيضاً: هل يجب تطعيم المرأة الحامل ضد فيروس كورونا؟

 

الخلاصة

  • التهابات المهبل هي عبارة عن إفرازات غير طبيعية من المهبل تنشأ كنتيجة للإصابة بالعدوى أو وقوف سبب آخر وراء الالتهابات.
  • أنواع العدوى المتسببة في الالتهابات المهبلية هي البكتيريا أو الفطريات أو الطفيليات، بالإضافة إلى أسباب أخرة كالحساسية تجاه شيء معين أو نتيجة اضطراب هرموني.
  • علاج التهابات المهبل أمر ممكن وغير معقد في معظم الحالات.

 

المصادر

Vaginitis – Symptoms and causes – Mayo Clinic

Vaginitis: Causes, Symptoms, Treatments & Prevention (clevelandclinic.org)

Bacterial vaginosis – Symptoms and causes – Mayo Clinic

Sex during vaginal infection: Is it harmful? – Mayo Clinic

Vaginismus & pregnancy | Women’s Therapy Center (womentc.com)

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التهابات المهبل | الطريقة الفعالة للتخلص من الألم