داء السكريّ أو مرض السكر هو واحد من أشهر الأمراض المزمنة في العصر الحديث إن لم يكن الأشهر على الإطلاق. و ترجع هذه الشهرة إلى الانتشار الواسع الذي يحظى به المرض و أيضا التأثير الكبير على حياة المريض و روتينه اليومي.
في هذا المقال سوف نستعرض معا مرض السكري، أسبابه و أعراضه، و كيف يمكننا السيطرة عليه، و أخيرا ما هي طرق الوقاية منه.
قائمة المحتوى
هو أحد الأمراض المزمنة الذي ينتج عن خلل في كيفية استخدام الجسم للسكر في الدم، حيث لا يتم نقل سكر الدم ( الجلوكوز ) إلى خلايا الجسم المختلفة بشكل كافي. من الممكن أن يكون الخلل في البنكرياس و هو العضو الذي ينتج الإنسولين اللازم للتحكم في مستوى السكر في الدم، و في بعض الحالات يكون الخلل في قدرة الجسم نفسه على الاستفادة من سكر الدم.
باختصار، مرض السكري هو خلل في مستوى السكر ( الجلوكوز ) في الدم، ينتج عنه مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة إذ لم يتم السيطرة عليه.
ينقسم مرض السكري إلى العديد من الأنواع على حسب السبب المباشر الذي أحدث الخلل في مستوى السكر في الدم.
الأنواع هي:
في هذا النوع يقوم جهازك المناعي بتدمير الخلايا (بيتا ) المسئولة عن تصنيع الإنسولين في البنكرياس، و يمكن أن تتدمر هذه الخلايا بطرق أخرى بعيدا عن جهازك المناعي مثل مرض معين يصيب البنكرياس أو حتى تعرضه لجرح أو إصابة بالغة.
عندما يقل الإنسولين، لا يستطيع سكر الدم الدخول إلى خلايا الجسم، مما يؤدي إلى تراكمه و ارتفاع مستواه في الدم.
غالبا ما يحدث هذا النوع في الأطفال و المراهقين في سن مبكر، و لكن يمكن أيضا أن يصيب الراشدين و كبار السن.
يعتقد العلماء أن للاستعدادات الوراثية و الظروف البيئية دور كبير في الإصابة بهذا النوع من المرض.
في هذا النوع يفرز البنكرياس الإنسولين بشكل طبيعي، و لكن خلايا الجسم تكون مقاومة له فلا يستطيع القيام بوظيفته، مما يؤدي في النهاية إلى عدم انتقال الجلوكوز من الدم إلى الخلايا لتستفيد به و تحوله لطاقة، فيتراكم في الدم و ترتفع نسبته.
غالبا ما يصيب هذا النوع الراشدين و كبار السن، و تزداد نسبة الأصابة به بعد عمر الـ 40 . و لكن في السنوات الأخيرة أصبح أيضا يصيب الأطفال و المراهقين نتيجة للعادات الغذائية الخاطئة.
أيضا يرجح العلماء أن للاستعدادات الوراثية و الظروف البيئية دور كبير في الإصابة بهذا المرض، طبعا إلى جانب الممارسات الغذائية الخاطئة و زيادة الوزن. ( هذا لا يعني أن كل المصابين يعانون من زيادة الوزن )
و هذا النوع يصيب السيدات الحوامل فترة الحمل و تُشفى منه بعد الولادة في الغالب، حيث أنه من الممكن أن يتحول في بعض الحالات إلى مرض السكر من النوع الثاني.
ينشئ هذا النوع من المرض نتيجة لهرمونات تفرزها مشيمة الحامل لكي تثبت و تحافظ على حملها، هذه الهرمونات تجعل خلايا الجسم مقاومة للإنسولين كما الحال في النوع الثاني ( Type II ).
يحاول بنكرياس الحامل إفراز كميات أكبر من الإنسولين ليتغلب على هذه المقاومة و لكنه يفشل في بعض الحالات، فتكون النتيجة هي ترسب السكر في الدم و إصابة الحامل بسكر الحمل.
اقرأ أيضا: ” سكر الحمل – الأعراض و الأسباب و طرق الوقاية ”
هي ليست مرض في حد ذاتها، و لكنها تقترب من أن تكون كذلك، حيث تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة جدا و لكنها لا ترتقي إلى مستويات مريض السكر. إذا فنسبة السكر في هذا الشخص تكون في مرحلة وسط بين الشخص الطبيعي و الشخص المصاب، و يكون له الحرية في الاختيار ما بين هذين الفريقين، بناءً على بعض العوامل و الإجراءات بالطبع.
الأسباب الحقيقية وراء الإصابة بمرض السكر غير معلومة بالتحديد حتى الآن، و لكن هناك بعض العوامل التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالإصابة بهذا المرض، حددها العلماء من خلال تحليل و متابعة طبيعة حياة المصابين و تاريخهم المرضي و أيضا عادتهم الصحية.
من الممكن أن نطلق على هذه العوامل ” عوامل الخطر ” أي أنه تزداد نسبة إصابة الفرد بمرض السكر إذا توافرت فيه بعض هذه العوامل أو كلها، و تختلف هذه العوامل باختلاف نوع السكريّ.
هناك بعض الأعراض التي من الممكن أن نشخص بها مرض السكر بشكل مبدئي، لكن الكلمة الأخيرة تكون للتحاليل و الفحوصات الطبية الخاصة بمستوى السكر في الدم. هذه الأعراض تكون نتيجة لارتفاع نسبة السكر في الدم.
في بعض الأحيان و نتيجة لتناول جرعات زائدة من أدوية السكر مع عدم الاهتمام بتناول طعام كافي (كإهمال وجبة الإفطار مثلا)، تنخفض مستويات السكر في الدم بشكل كبير مما تؤدي إلى بعض الأعراض و المشاكل. منها:
و الكثير من الأعراض الأخرى التي قد تصل إلى فقدان الوعي.
يستطيع الطبيب تشخيص مرض السكر بناءً على تحاليل و فحوصات دقيقة، و ليس فقط الأعراض هي من تحدد إصابة الشخص من عدمه، ولكن يعتبرها الأطباء مؤشر قوي للإصابة و الأهم من ذلك الأعراض هي من تُشعر المريض أنه في خطر و تدفعه إلى الحصول على المساعدة الطبية و الذهاب إلى الطبيب المختص.
الأعراض ذكرناها في جزء سابق من المقال، أما الآن سنتكلم عن الأشخاص أو الظروف التي من المحتمل أن يصاب صاحبها بالسكر، و يجب أن يحصل على مساعدة طبية و يجري فحوصات و تحاليل فورا ليساعد على الاكتشاف المبكر للمرض لكي يسهل علاجه و السيطرة عليه.
كما أوضحنا سابقا أن الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون هم أكثر عرضة للإصابة سواءٌ بالنوع الأول أو الثاني أو حتى سكريّ الحمل. لذلك يجب على الشخص الذي يوجد فيه عائلته تاريخ مرضي للسكر أن يفحص نفسه باستمرار خاصة إذا توافر فيه واحد أو أكثر من الظروف الأخرى.
بلا شك الوزن الزائد من أهم مؤشرات الخطر التي تنبأ بأمراض عديدة، كارتفاع ضغط الدم، و زياة مستويات الكوليسترول الضار و الدهون الثلاثية في الدم. وكل هذه الأمراض هي سبب قوي جدا لإصابة الشخص بمرض السكر.
لذلك ننصح أي شخص يزيد مؤشر كتلة جسمه عن 25 أن يتوجه فورا لطبيب مختص لعمل فحوصات السكر، و أيضا إلى طبيب تغذية لكي يعمل على خفض وزنه.
معظم المصابين بمرض السكريّ من النوع الثاني هم من كبار السن، تتراوح أعمارهم من 40 – 65 عاما. لذلم ننصح أي شخص يزيد عمره عن الـ 45 عاما، أن يجري فحوصات مبدئية للسكر فورا، و أن يكررها بصفة دورية كل 3 سنوات.
سكر الحمل في العادة يكون ارتفاع لمستوى السكر في الدم أثناء الحمل، و يعود لطبيعته بعد الولادة، و لكن في بعض الحالات تستمر مستويات السكر في الارتفاع و يكون نسبة إصابة الأم بالسكر من النوع الثاني عالية جدا.
لذلك ننصح أي سيدة تعرضت للإصابة بسكر الحمل أن تجري فحوصات دورية كل 3 سنوات.
تبدأ المضاعفات الشديدة على مدار زمني طويل من الإهمال و الإغفال للأدوية، عدم اتباع نظام غذائي صحي، و اتباع أسلوب حياة غير مناسب لمرضى السكر.
إذ بإمكان مريض السكر من أي نوع أن يعيش حياته كانسان طبيعي جدا، و لكن يُحتم ذلك الالتزام بأسلوب حياة معين من حيث الطعام و الرياضة و الأدوية.
عدم التزام المريض بهذا، يؤدي إلى حدوث الكثير من المضاعفات التي قد تصل إلى الوفاة.
كما رأينا معا، فالمضاعفات خطيرة جدا و منها ما يرغمك على تغيير جذري في نمط حياتك مثل غسيل الكلى الذي يتم مرتين في الأسبوع، الإصابة بالعمى الكامل و ضعف السمع، أو بتر أحد ساقيك.
و لكن بعض المرضى يعيشون حياة طبيعية جدا دون أية مضاعفات تذكر، و ذلك لأنهم التزموا ببعض النصائح و جعلوا منها أسلوب حياة عاشوه طوال الوقت.
هناك العديد من أنواع فحوصات مستوى السكر في الدم، كلٌ له دلالته الخاصة، و يطلب الطبيب المختص التحاليل التي يحتاجها لتشخيص الحالة بشكل كامل.
سنذكر هنا كافة أنواع التحاليل الخاصة بمريض السكر.
كلمة السر في الوقاية من مرض السكر هي أسلوب الحياة الصحي المتزن، خاصة لأولئك الأشخاص الذين ليهم عوامل مساعدة للإصابة كإصابة أحد الوالدين أو الإخوة، أو الوزن الزائد.
و كما يقال دوما ” الوقاية خير من العلاج “، فإن أسلوب الحياة المتزن هو مكسب للشخص على كافة الأصعدة، فهو وقاية من معظم إن لم يكن من كل الأمراض المزمنة، و لكي يتعايش المريض مع هذه الأمراض دون التعرض لمضاعفاتها، يجب عليه اتباع نظام الحياة الصحي الذي أهمله قبل المرض.
لا يمكن طبعا الوقاية من الإصابة بمرض السكر من النوع الأول، حيث أن سببه هو عطب في الخلايا في المنتجة للأنسولين سببه ربما يكون مناعي أو أي شيء آخر. لكن أسلوب الحياة الصحي قد يقلل من نسبة حدوثه.
يمكن الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني و سكريّ الحمل من خلال:
و يكون ذلك باستشارة طبيب تغذية أو الموظبة على نظام غذائي بسعرات حرارية أقل من القدر الذي يحتاجه جسمك.
( احذر من اتباع أنظمة غذائية قاسية أو فقيرة بالعناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم )
اتباع نظام غذائي صحي هو أفضل طرق الوقاية من مرض السكر، حيث يقلل من فرص الإصابة بالسمنة المفرطة و ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
في هذا النظام الصحي عليك بالإكثار من أنواع الأغذية المفيدة كالفواكه الخضروات منخفضة السكر و التي بها نسبة كبيرة من الألياف، و ابتعد قدر الإمكان عن الأطعمة الغنية بالدهون و السعرات الحرارية.
يمكنك التعرف على أمثلة وجبات مناسبة لمرضى السكر من هنا
المجهود البدني يساعد على زيادة معدل الحرق و تنظيم مستوى السكر في الدم، علاوة على ذلك ينشط الدورة الدموية و يحميك من أمراض القلب و الأوعية الدموية.
يمكنك ممارسة أي رياضة تريدها، سواء كانت الركض أو ركوب الدراجة، حتى لو كانت المشي السريع، 30 دقيقة فقط في اليوم كافية.
التدخين يزيد من نسبة إصابتك بارتفاع ضغط الدم و مشاكل القلب و الأوعية الدموية، و مع كل هذه الأمراض غالبا ما سوف تصاب بمرض السكر من النوع الثاني.
المصادر التي عتمد عليها المقال: