دوماً ما يكون وقع خبر الإصابة بمرضٍ ما على مسمع المرضى مؤلماً، وقد يصيبهم بالهلع، وظهور الأمل في العلاج هو الذي يهون عليهم هذه النازلة، ومن هنا يبدأ المرضى بالبحث عن سبل العلاج المختلفة، لاختيار الوسيلة الأكثر أمناً والأكثر نجاحاً، وتتمثل تلك الوسيلة في مقالنا هذا في علاج بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار.
في هذا المقال من منصة عيادة نهدف إلى توسيع مدارك المرضى وتزويدهم بـ معلومات عن بطانة الرحم المهاجرة والإجابة عن تساؤلهم: ما هو علاج بطانة الرحم المهاجرة، وأضرار العملية وما إلى ذلك.
قائمة المحتوى
بطانة الرحم المهاجرة (بالانجليزي Endometriosis) تُعبِر عن انتقال الغشاء المبطن للرحم إلى أعضاء مختلفة من الجسم، المشهور منها هما المبيضين وقناتي فالوب.
متسببةً بذلك في التهابات مزمنة بتلك الأنسجة قد تتطور إلى تليف أو تلاصق للأنسجة، وبالرغم من أن المشهور هو تواجد بطانه الرحم المهاجرة بمنطقة الحوض والصفاق، فقد تخرج خارج النطاق الحوضي في حالات نادرة.
تتعدد المناطق التي يمكن أن تنتقل إليها بطانة الرحم المهاجره، في ظل الحفاظ على خواصها، مداومةً بذلك على نزول الدم مع كل دورة شهرية وحتى ظهور اعراض انقطاع الطمث وبلوغ سن اليأس.
تتسبب بطانة الرحم المهاجرة في آلام بالحوض، وتغيرات مزاجية، وغير ذلك.
ويتألف المرض من ثلاث مراحل، تختلف عن بعضها في الخطورة ودرجة المرض.
للمعلومات الكاملة عن بطانة الرحم المهاجرة تابع المقال التالي: بطانة الرحم المهاجره | هل هي خطيرة؟ تعرف على سبل العلاج | منصة عيادة (eyadda.com)
كان المعتاد في حديثنا عن الأمراض المختلفة أن نبدأ بالحديث عن مسببات المرض، ومن ثم التخلص منها ومن توابعها.
إلا أن أسباب بطانة الرحم المهاجرة غير معلومةٍ على وجه التحديد، بل هي مفسرة بعدة نظريات كما ذكرنا في مقالنا السابق الذي تجد رابطه بالأعلى.
أما عن كيفية معرفة بطانة الرحم المهاجرة، فهي تمر بعدة مراحل وفحوصات، أولها التاريخ المرضي وطبيعة أعراض المرض.
تُجرى بعدها العديد من الفحوصات، أبرزها: الفحص الجسدي، والفحص بالموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي، بالإضافة غلى استعمال المناظير، للكشف عن أنواع بطانة الرحم المهاجرة وأماكن ظهورها بالجسم.
أما فيما يخص خيارات علاج بطانة الرحم المهاجرة فهي تختلف باختلاف طبيعة وحدة المرض، وتشمل في عمومها العلاج الدوائي أو الجراحي.
كما قد يُفضل الطبيب الاقتصار على متابعة المرض في بادئ الأمر إن كانت الحالة تسمح بذلك.
للمزيد من الفائدة طالع المقال التالي: علاج التهابات الرحم | كيف تتخلصين منها بصورة نهائية
وتتعدد المقاصد من العلاج، فقد يكون الهدف هو الحد من الأعراض وتخفيف وطأتها على المرضى، أو تحسين الخصوبة، وما إلى ذلك، أما عن طرق المعالجة فهي كما يلي:
أدوية علاج بطانة الرحم المهاجرة مقصدها الأساسي هو الحد من ظهور الأعراض وتخفيف وطأتها، وأيضاً تقليل معدل نمو بطانة الرحم.
وتُحدد سبل العلاج وفق العديد من العوامل كما هو موضح فيما يلي:
من المحتمل أن يوصي الطبيب بالاقتصار على المسكنات الدوائية المشهورة والمتعارف عليها والمصروفة من الصيدليات.
تعرف على: تسكين آلام الأسنان | علاجات منزلية طبيعية لتسكين آلام أسنان العقل
من الوارد أن ينتقل إلى العلاج الهرموني بالحد من تصنيع هرمون الاستروجين، وبالتالي القدرة على الحد من ظهور الأعراض، بالإضافة إلى تثبيط نمو بطانة الرحم.
من الضروري العلم بأن المعالجة الهرمونية تؤثر على إمكانية الحمل، فهي تحول دون نمو بطانة الرحم اللازمة لانغراس البويضة في الرحم لنمو الجنين.
كما أنها قد تحول دون اكتمال عملية التبويض، ما يجعلها على الحد النزيف والتخفيف من الألم المصاحب للحيض.
ودورها في تخفيف الأعراض ينبع من تأثيرها على الهرمونات الأنثوية والدورة الشهرية، والتي يقل معها حدة النزيف ونمو بطانه الرحم المهاجرة.
علاج بطانة الرحم المهاجرة بالادوية يشمل ما يلي:
استعمال وسائل منع الحمل الهرمونية، كحبوب منع الحمل، أو اللولب، أو الحلقة المهبلية وغير ذلك.
هذا العلاج له العديد من الآثار الجانبية، أبرزها على المدى القريب هو الغثيان والصداع، والتغيرات المزاجية، والشعور العام بالتعب، بالإضافة إلى اضطرابات بالدورة الشهرية.
تعرف على: الالتهابات بعد الدوره الشهرية | وكيف تتعاملين معها؟
أما على المدى البعيد فقد ظهر لها أثر في زيادة فرص الإصابة ببعض أنواع السرطان، كسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم.
كما أنها تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب، كارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، بالإضافة إلى أمراض الشرايين التاجية.
استعمال حبوب منع الحمل على المدى البعيد قد يُعرض المرضى للنوبات القلبية، أو السكتة الدماغية، وجلطات الأوردة العميقة.
اقرأ أيضاً: التهاب الفرج | وما هي خيارات العلاج المناسبة؟
يتحول الأطباء نحو الحل الجراحي عادةً بعد فشل علاج بطانة الرحم المهاجرة بالادوية، أو ازدياد حدة المرض عن حدها.
يكون الحل الجراحي هو السبيل نحو الحمل للنساء المصابة ببطانة الرحم المهاجرة، حيث يؤثر المرض على فرص استمرار الحمل.
اقرأ أيضاً: ضغط الدم أثناء الحمل | وكيفية التعامل مع ارتفاعه أو انخفاضه
أما عن أنواع عملية بطانة الرحم المهاجرة فيمكننا تقسيمها إلى قسمين، تبعاً لتقنية الإجراء، وأيضاً وفق الإجراء المتخذ في الجراحة.
بيان ذلك إمكانية علاج بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار، أو بشق جراحي تقليدي بالبطن، قاصداً بذلك إما اجتثاث نسيج بطانه الرحم المهاجرة، أو استئصال الرحم أو المبيضين، وفيما يلي بيان ذلك:
مع استفحال المرض في الجسم قد يتطلب الأمر إجراء أكثر من عملية بالمنظار لاستئصال النسجي المهاجر بصورة كاملة.
وذلك حتى يظهر تحسن جليٌّ في أعراض بطانة الرحم المهاجرة ومضاعفاتها، والتغلب على مشاكلها المختلفة.
اقرأ أيضاً: صحة القناة الهضمية | وأهم الأطعمة والمشروبات التي تساعد في تحسين عملية الهضم
سجل معنا الآن من خلال الرابط التالي: التسجيل
معظم الأطباء الآن يتجهون نحو علاج بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار، عوضاً عن إجراء جراحة البطن التقيلدية.
في هذا النوع من الجراحة يصنع الطبيب شقاً عرضيا (مشابهاً لجرح الولادة القيصرية) أو عمودياً، ويبلغ طوله في المتوسط 12-20 سم.
بمجرد شق الطبيب للبطن فلا يختلف ما بعدها عن علاج بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار، فيستأصل الطبيب أية أنسجة من بطانة الرحم خارج مكانها الكبيعي.
كما يزيل الطبيب أية ندبات أو تكيسات في مختلف الأماكن، كما يفصل بين الأغشية والأحشاء المتلاصقة ببعضها البعض.
وعلى عكس علاج بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار، تستلزم هذه الجراحة الإقامة بالمستشفى لعدة أيام، ويستغرق الأمر ما بين 2-6 أسابيع بعد مغادرة المستشفى للتعافي الكامل من العملية ومعاودة حياتك بشكل طبيعي.
بجانب استئصال البطانة المهاجرة من الجسم، قد ذكرنا تقنية مغايرة في العلاج.
وهذه التقنية هي باستئصال الأعضاء المصابة ذاتها، وهذا عادةً ما يشمل استئصال الرحم بمفرده، أو كلاً من الرحم والمبيضين.
من المُتفَهَّم أن تتوارد بذهن المريض الكثير من التساؤلات حول ما هو مقبلٌ عليه، خاصة إن كان في الأمر تدخل جراحي، والتي من واجب الطبيب أن يُعلمك بها قبل العملية، نسوق بين يديك الآن العديد منها.
كنا قد أشرنا من قبل نحو أعراض بطانة الرحم المهاجرة وما تسببه من مشاكل وآلام وما نحو ذلك، إلا أنها لا تشكل خطورة بقدر ما قد ينتج عن هذا المرض من مشاكل بالخصوبة تقود بالنهاية نحو العقم.
حيث أن بطانة الرحم المهاجرة تتسبب في الإجهاض وفشل الحمل لدى قرابة 2-10% من الأزواج.
كما تكلمنا من قبل عن أورام الرحم وأنواعها المختلفة، أما مقالنا هذا فيرتبط بسرطان المبيض.
أظهرت نتائج العديد من الدراسات ارتفاع طفيف في فرص الإصابة بسرطان المبيض لدى النساء المصابة ببطانة الرحم المهاجرة عن أولئك السيدات المعافاة من المرض.
قد تجد في مقالناه هذا فائدة لك أيضاً: علاج سرطان البروستاتا | خطورة المرض وكفاءة العلاج
علاج بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار يتميز بنسب نجاحه المرتفعة، وتحسن المرضي.
وفق الدراسات فإن العملية تظهر تحسناً على مستوى آلام الحوض والقوة الجنسية والخصوبة، بتحسن يقارب 62% خلاال الستة أشهر الأولى، مع قلة الاحتياج إلى إعادة العملية مرة أخرى.
كما أن استئصال الرحم والمبيضين تبلغ كفاءته 85%، إلا أنه من المؤسف ظهور الأعراض في قرابة 40-80% من المرضى في غضون سنتين مرةً أخرى.
كغيرها من العمليات الجراحية، فإن علاج بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار يصاحبه بعض المشاكل:
لا يشتهر من هذه المخاطر سوى الثلاثة الأولى منها، بينما يقل ظهور باقي المخاطر بين المرضى.
أما فيما يخص الحصوات الكلوية فلم تُسجل حالات عانت من تلك المشكلة بعد العملية.
بادر الآن بالتسجيل في منصة عيادة،، التسجيل مجاني تماماً……
مصادر
Event information / materials (endometriosis-uk.org)
Laparotomy Surgery for Endometriosis
Endometriosis Treatments, Tests, Surgery, Pregnancy, Medications, and More (webmd.com)
photos designed by freepik